في الأيام الأخيرة، انتشرت ظاهرة الفورشيطة السحرية!!كالنار في الهشيم؟! وامتلأت المواقع الإلكترونية بمقاطع فيديو لأشخاص يؤكدون بجدية مذهلة أن هذه الأداة العجيبة قادرة على إعادة إنبات الشعر في الأماكن الصلعاء وإزالة الشيب بمجرد تمريرها على الرأس!! بل ويقسمون بأغلظ الأيمان أنهم جربوها بأنفسهم ونجحت معهم!! حتى إن بعضهم أصبح لديه شعر أكثر كثافة من رأس أسد في أوج مجده!!
لكن! لحظة… أليس هذا يذكرنا بقصة الثعلب الماكر الذي أقنع الجميع بقطع ذيولهم؟؟
في أحد الأيام قرر ثعلب مخادع التسلل إلى حظيرة دجاج ليحظى بعشاء فاخر،!!لكنه وقع في فخ نصبه صاحب المزرعة، وكانت النتيجة أن فقد ذيله! عاد الثعلب إلى الغابة محرجا!!لكنه لم يكن ليعترف بخيبته. وبينما هو يمشي!!صادفه ثعلب آخر وسأله بدهشة:
أين ذيلك يا صاح؟
فكر الثعلب سريعا وقال بثقة:
لقد قطعته بنفسي! ألا تعلم أن الثعالب الذكية أصبحت تطير الآن؟ الذيل مجرد عبء ثقيل!!وبدونه أشعر بخفة عجيبة!! بل وأقفز من صخرة إلى أخرى وكأنني أطير!
نظر إليه الثعلب الآخر باندهاش وقال:
هل هذا صحيح؟
بالطبع! ألا ترى كيف أقفز برشاقة؟ جربها بنفسك ولن تندم!
لم يفكر الثعلب المسكين كثيرا!!وقام بقضم ذيله على الفور…!! ثم حاول القفز لكنه سقط على وجهه بشكل مؤلم! التفت إلى صديقه المخادع غاضبا:
لقد خدعتني! لا أستطيع الطيران!
ابتسم الثعلب الماكر وقال بمكر:
وهل تظن أنني كنت لأكون الوحيد بلا ذيل؟
وبدأ الثعلبان في إقناع بقية الثعالب بأن الطيران موضة جديدة!!، وما هي إلا أيام حتى صارت الغابة مليئة بثعالب بلا ذيول!! يقفزون بغباء محاولين التحليق!! بينما يجلس الثعلب الأول مستمتعا بالعرض المجاني!
وهكذا مثلما انتشرت موضة الذيل المقطوع بين الثعالب!! تنتشر (الفورشيطة السحرية)اليوم فيصدقها الناس دون تفكير!! ويروجون لها بحماسة!! وكأنهم لا يريدون أن يكونوا الوحيدين الذين وقعوا في الفخ!