في رحلة الحياة!! يمضي الإنسان بين رغباته ومخاوفه!! متعلقا بما يحب!! نافرا مما يكره باحثا عن السيطرة على مجريات الأمور!! لكنه يكتشف مع الوقت أن ما يسعى إليه قد لا يكون ما يحتاجه!! وما يهرب منه قد يحمل له حكمة خفية!! وهذا يعكس ما تقوله نظرية الجذب التي
تقول انك ستجذب لحياتك اكثر شيء تحبه !!واكثر شيء تكرهه !!!لكن اذا نظرنا الى ذلك بعمق نرى انه حين ينشغل الانسان ..
بجذب الأشياء!! فإنه يقع في فخ التعلق!!حيث يصبح نجاحه مرهونا بتحقيق رغباته!! وسعادته مشروطة بامتلاك ما يظن أنه سيمنحه الراحة!! لكنه يغفل عن حقيقة أعمق!! وهي أن الحياة لا تتشكل وفق إرادته وحده!! بل وفق توازن دقيق بين ما يسعى إليه ذلك الشيء!! وما يسعى إليه هو!! فكم من شيء تمنيناه واكتشفنا لاحقا أنه لم يكن في صالحنا وكم من أمر خشيناه ثم وجدناه أكثر لطفا مما تصورناه!!
الحياد ليس استسلاما ولا لامبالاة!!بل هو وعي أعمق بأن الأشياء تأتي في وقتها المناسب! وفق حكمتها الخاصة لا وفق استعجالنا!!! هو قدرة على المراقبة دون انجراف، على الحب دون تعلق، وعلى التخلي دون خوف. حينها يصبح الإنسان متحررا من القلق!! متصالحا مع تقلبات الحياة لا يسعى إلى فرض إرادته على الكون!! بل يتناغم معه!! واثقا أن ما يأتيه هو ما يحتاجه في رحلته!! سواء أدرك ذلك الآن أم لاحقا…