حين كانت النار إلها… وما زال الإله نارا!
في زمن بعيد!!حين كان الإنسان يرى البرق غضبا سماويا!!والريح أرواحا هائمة!! نشأت واحدة من أغرب العبادات!! عبادة النار!!طبعا هذا ما قيل لنا !!وكلما تفكرت ذلك !!قلت الحمد لله على نعمة الاسلام !!في ذلك الوقت البعيد….!
كانت النار معجزة حقيقية!! تمنح الدفء تضيء الظلام وتطرد الوحوش! لكن لديها مشكلة واحدة… تموت إن لم تطعمها! وهنا بدأت الكارثة!!!كان الناس ينامون وينسون إطعامها بالحطب فتغضب وتنطفئ!! ليجدوا أنفسهم فجأة في عتمة مرعبة يرتجفون بردا!! ومحاطين بالمخاطر!!
عندها قرر شيخ القبيلة!! وهو أول خبير دعاية في التاريخ!! أن يحل المشكلة بخدعة بسيطة!! وقف أمام قومه بحكمة مصطنعة وقال: أيها القوم! هذه ليست نارا عادية! إنها إله! يجب أن نرضيه بالحطب دون انقطاع!! وإلا سينزل علينا غضبه ويحرقنا جميعا!!!
وهكذا!! ولد أول إله جائع!!!ومنذ ذلك اليوم صار الجميع عبيدا له!! كانوا يجمعون الحطب ليلا ونهارا!! يرتعدون خوفا من لحظة تنطفئ فيها الشعلة!!. كلما خفت وهجها!! تعالت الصرخات وتسابقت الأقدام لجلب المزيد من القرابين الحطبية !! وكأن نهاية العالم على الأبواب!
وهكذا كلما تطور الانسان تطور الهه معه الى يومنا هذا فالقصة لم تنتهي !!بل لا زالت مستمرة …
فالحقيقة أن بعض الأديان والمعتقدات في عصرنا لا تختلف كثيرا عن تلك النار المقدسة!! إنها تحتاج إلى وقود مستمر!!وقود من الطاعة العمياء! ومن الخوف!! ومن تكرار الطقوس دون تفكير!!ولا أحد يتجرأ على تركها تنطفئ!!لأن لعنتها ستلاحقه!! أو هكذا يقال!!. كلما بدأ الناس يشكون أو يسألون!! تسارع الأصوات الغاضبة تحذرهم!!إياكم أن تتركوا النار تنطفئ! إنها أساس حياتنا! بدونها سيهلك العالم!!